تبيان ونقد المنهج التجريبي في العلوم الاجتماعية

الوصف

يُبيّن هذا الكتاب ماهية المنهج التجريبي في العلوم الاجتماعية، بحيث يدرك الباحث ما يقوم به عند اختياره عمل دراسة موظفا المنهج التجريبي، فلا يليق بالباحث الناقد ذي الفكر الثاقب أن يقلّد الآخرين بدون إدراك لما ما وراء “ميتا” (meta) الفلسفة الوضعية (positivism) المهيمنة في نظرية المعرفة في العلوم الاجتماعية، فليس كل طلاب الدكتوراه في المحاسبة الذين يعملون دراسات باستخدام وتطبيق الفلسفة الوضعية مؤمنين حقيقة بما يقومون به، فبعضهم مقلّد لمشرفه وما تعلمه في برنامج الدكتوراه الذي التحق به، في حين أن بعضهم قد أتم العمل على أن يتبنى هذه الفلسفة بعد تنويع الفلسفات وطرق ومناهج البحث الذي تعلموه في برنامج الدكتوراه، فالإنسان حبيس ما يعلم، وما أجبر على أن يراه حقيقة.

يهدف هذا الكتاب إلى بيان الفلسفة التي تهيّمن على نظرية المعرفة (epistemology) في العلوم الاجتماعية مع التركيز على المحاسبة كحقل من حقول المعرفة التي يتم به إنتاج معرفة باتباع مناهج وفلسفات في نظرية المعرفة. وعليه فهذا الكتاب ليست دراسة تاريخية لعلاقة المعتقدات (ideologies and religions) بالعلم، كما أنها ليست دراسة في تاريخ العلم، وليست دراسة لمقارنة المناهج العلمية وطرق البحث في العلوم الاجتماعية.

إن هذا الكتاب ليس بحثا في جوهر وصلب فلسفة العلم، كما أنها ليست تقييما شاملا للمذهب الوضعي (positivism) في العلوم الاجتماعية؛ وإن كان الكتاب تتعرّض لبعض الجوانب في هذا المذهب ــــــ كالقول إنه ثمة حقيقة قائمة ممكن قياسها موضوعيا ـــــــ والتي هي محل النظر كونها تضيّق نطاق الحقائق التي منها يتم الوصول إلى المعرفة وبناء العلم بتطبيق الطريقة التجريبية في البحث.

كما أن هذا الكتاب ليس شرحا مطلقا لكيفية تصميم دراسة تجريبية، وإن كان ممكنا الاستعانة بهذا الكتاب في تصميم دراسات تجريبية، فإنه ثمة كتب ومقالات ودراسات لتعليم طلاب الدراسات العليا والباحثين كيفية نقد دراسة منشورة، أو قراءة بحث، وكيفية تقييم أبحاث ، وكيفية عمل دراسة تجريبية في المحاسبة ونشرها.

وإنما يسعى هذا الكتاب للإجابة على الأسئلة التالية:

• ما المنهج التجريبي (empiricism)؟
• ما علاقة المذهب الوضعي (positivism) بالدين؟
• ما مدى مناسبة الطريقة التجريبية في البحث (empirical research method) للمحاسبة كحقل من حقول المعرفة؟